في الكورة : ضياع وجنون وقد تؤدي إلى الانتحار والحبس.. المراهنات خطر داهم يهدد الرياضة في مصر
في الكورة : ضياع وجنون وقد تؤدي إلى الانتحار والحبس.. المراهنات خطر داهم يهدد الرياضة في مصر
في الكورة : ضياع وجنون وقد تؤدي إلى الانتحار والحبس.. المراهنات خطر داهم يهدد الرياضة في مصر
أثار إعلان نجم منتخب مصر السابق محمد زيدان كسفير لمنصة مراهنات دولية حالة من الجدل الكبير، خاصة بعدما أكدت المنصة أن اللاعب الدولي المرموق سيمثلها في مصر باعتباره أحد أساطير كرة القدم المصرية.
وجدد زيدان القضية الشائكة التى دخلت إلى مصر عبر الأبواب الخلفية واستقطبت البعض وامتدت إلى بعض لاعبي كرة القدم وأخرهم زيدان
تجربة ميدو
في مطلع ديسمبر 2023 تحدث أحمد حسام ميدو المدير الفني للإسماعيلي والإعلامي بقناة المحور قضية المراهنات بصفته ولي أمر بعد دخل أحد مواقع المراهنات إلى السوق المصري بشكل مجاني .
وقال ميدو “من أيام لقيت مع حد من أولادي 2000 جنيه زيادة عن فلوسه، سألته جبتهم منين؟ قال لي براهن على المباريات عند كشك سجاير، أحد مواقع المراهنات متاح مجانا في مصر وأولاد عندهم 12 سنة بيراهنوا، أنتظر تدخل المسؤولين”.
وعقب شهر تقريبًا من روج أحمد محسن لاعب النادي الإسماعيلي لنفس موقع المراهنات الذي تحدث عنه ميدو قبل أن يتراجع.
ونشر اللاعب عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: “خمن كل شيء الآن، مان سيتي وتوتنهام واحصل على 130 دولار مكافأة عند الإيداع الأول” وبعدها قام بحذفه سريعًأ.
ما هي المراهنات؟
تقوم فكرة مواقع المراهنات على توقع نتائج مباريات كرة القدم، للحصول على أموال نتيجة التوقع الصحيح عن طريق الاشتراك بقيمة مالية والفوز بعد التوقع الصحيح الكثير الذي يشمل ما قام بدفعه هو وما دفعه غيره من المتسابقين وهي المراهنة والمقامرة الممنوعة التي تختلف عن مسابقات التوقعات والتي تكون الجائزة فيها من أموال المنظمين لها أو من أي جهة مستقلة تقدمها للفائزين بحسب فتوى لدارة الإفتاء.
ونشر معهد كيندبريدج للأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية المتخصص في علاج إدمان القمار بَحْثًا مطولًا عن خطورة المراهنات والتي تؤدي إلى اضطرابات وأزمات قد تطال سلامة البشر أنفسهم وهو ما ننقله في السطور القادمة.
لماذا المراهنة على المباريات؟
فند البحث أسباب لجوء الجماهير والمراهقين على مواقع المراهنات على نتاجي المباريات وهي:
1- سهولة الوصول: أمر سهلاً حيث يمكن للاعبين الاشتراك في منصة المراهنة عبر الإنترنت أو تطبيقات المراهنة على الهاتف المحمول والاستعداد للغرس في هذا العالم في غضون دقائق.
2- الترفيه: يمكن أن تكون المراهنة على الأحداث الرياضية نشاطًا ممتعًا واجتماعيًا للاستمتاع به مع الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء.
3- الربح: فرصة جني الأموال ومع الظروف الاقتصادية الصعبة تغري فئات متعددة من الجماهير ومع احتمالية الخسارة الكبيرة تبدأ اللعبة الخفية لدفع الخاسر لمحاولة تعويض خسارته.
4- التحدي العقلي: المراهنات الرياضية هي تحد عقلي يسمح لعشاق كرة القدم وضع خبراتهم في الاستخدام العملي.
5- الإثارة : يشعر بعض المشتركين بإثارة (مؤقتة) خاصة عند المشاهدة والمراهنة في وقت واحد.
دائرة الشر
وخلص البحث لنتائج أهمها أن معدل مشاكل المقامرة بين المراهنين في كرة القدم هو على الأقل ضعفي مشاكل المقامرة التي يعاني منها المقامرون الآخرون بسبب أن المقامرة عبر الإنترنت متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ، وتوفر المزيد من الراحة والخصوصية ، وأولئك الذين يراهنون باستخدام الأجهزة المحمولة لديهم معدلات أعلى من مشاكل المقامرة.
وأظهر البحث أن 45٪ من المراهنات الرياضية تتم عبر الإنترنت ووصل الأمر للرياضيين المحترفين حيث كشف تقرير أوروبي حديث أن 57٪ من الرياضيين المحترفين شاركوا في المراهنات الرياضية في عام 2017 ، و 8٪ أظهروا مشاكل لعب القمار بينما قام 75٪ من الطلاب بالمقامرة (وفقًا لبيانات عام 2018) ويعاني الشباب من مشاكل المقامرة أعلى من البالغين.
وأجرى المجلس الوطني الأمريكي مراجعة لأكثر من 140 دراسة وتقريرًا حول الصلة بين المراهنات الرياضية وإدمان القمار. وخلصت إلى أن “الأبحاث الحديثة تشير إلى أن مشاكل المقامرة قد تزداد مع نمو المقامرة في الرياضية في نفس الوقت الذي تتطور فيه تقنيات الأجهزة المحمولة والإنترنت لخلق أنواع غير محدودة .
وبين عامي 2004 و 2018 ، تضاعفت المراهنات الرياضية الخيالية أربعة مرات في الولايات المتحدة وهو ما دفع المحكمة العليا الأمريكية للحظر الفيدرالي على المراهنات الرياضية في معظم الولايات الأمريكية عام 2018.
الخطر
وحذر البحث من خطورة المراهنات الرياضية وما تسببه من أزمات قانونية ومالية وعاطفية وعقلية وجسدية شديدة والتي غالبًا ما تزداد سوءًا بمرور الوقت :
– مشاكل مالية: مع زيادة نشاط المراهنات الرياضية ، تزداد الخسائر وهنا يبدأ المقامرون الذين يعانون من مشاكل في اقتراض الأموال – أو حتى سرقتها – لمواصلة المقامرة مع تفاقم وضعهم المالي .
– قضايا قانونية : يلجأ المدمنون على المراهنات الرياضية أحيانًا إلى الجريمة عندما تنفد جميع مصادر الأموال بشكل مشروع، قد يشمل ذلك السرقة أو الاختلاس لتعويض الخسائر وهو ما يهدد سلامتهم.
– العلاقات المتوترة أو المقطوعة : يمكن أن تتضرر العلاقات بشكل لا يمكن إصلاحه حيث يكذب المراهنون الرياضيون على الأصدقاء والعائلة أو يسرقون منهم .
– فقدان الوظيفة: يمكن أن يؤدي إدمان المراهنات الرياضية إلى انخفاض الإنتاج في العمل بالتغيب عنه وافتعال الأزمات بسبب القلق والأرق والضغط العصبي مما قد يتسبب في فقدان الوظيفة .
– أمراض عقلية: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل نفسية – مثل القلق والاكتئاب – يمكن أن يؤدي القمار إلى تفاقم الأعراض وحدوث مشكلات في الصحة العقلية .
– انتحار: وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية ، فإن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القمار أكثر عرضة للانتحار.
– أمراض بدنية: غالبًا ما يؤدي الإجهاد الناجم عن الإفراط في القمار إلى الأرق، يمكن أن يكون للنوم المتقطع تأثير خطير على الصحة البدنية بما في ذلك زيادة الوزن أو فقدانه ، ومشاكل الجهاز الهضمي ، وأمراض القلب ، والصداع النصفي ، وارتفاع ضغط الدم ، والسكري ، وانخفاض المناعة.
حرام شرعًا
قالت دار الإفتاء المصرية أن المتفق على تحريمه أي صورة يكون فيها مال الجائزة من جميع المتسابقين لأن الأحكام تناط بالمسميات لا بالأسماء، وقد يشتبه في إلحاق بعض الحالات بأي من الصورتين، فيحكم لها بحكم أقربهما شبها منها.
وأضافت في منشور عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بخصوص حكم المشاركة في مسابقات التكهنات الرياضية ” هذه المسابقة إن كانت باشتراك مالي من المتسابقين فلا ريب أنها تكون من المراهنة والمقامرة الممنوعة؛ لأن المتسابقين بذلك يكون كل منهم قد أخرج مالًا معينًا ثم يأخذ الفائز منهم هذا المال جميعه فأما إذا لم يكن الاشتراك في هذه المسابقة بمقابل مالي؛ فإن الحكم الشرعي عليها بالجواز، وعليه فالاشتراك في مسابقة التكهنات الرياضية التي لا تتطلب دفع مال فيها جائز شرعًا إذا كان المتسابِق يبني توقعه على دراسات وتحليل منطقي”.
مجرمة قانونًأ
ويجرم القانون المصري القمار والمراهنات حيث تقول المادة 352 من قانون العقوبات ” كل من أعد مكاناً لألعاب القمار وهيأه لدخول الناس فيه يعاقب هو وصيارف المحل المذكور بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه وتضبط جميع النقود والأمتعة في المحلات الجاري فيها الألعاب المذكورة ويحكم بمصادرتها.
ونصت المادة 353 من الفصل الخاص بأحكام ألعاب القمار والنصيب بقانون العقوبات رقم 73 لسنة 1957 على “يعاقب بهذه العقوبات أيضا كل من وضع للبيع شيئاً في النمرة المعروفة باللوتيري دون إذن الحكومة وتضبط أيضا لجانب الحكومة جميع النقود والأمتعة الموضوعة في النمرة”.
ومع التقدم التكنولوجي، وانتقال المقامرة إلى الأونلاين، وأهمها المراهنات الرياضية لم يضع قانون الجرائم الإلكترونية رقم ١٧٥ لسنة ٢٠١٨ نصًا واضحًا على العقوبة ولكن يواجهها بالمادة ٢٣ من الجرائم المرتكبة بواسطة أنظمة وتقنيات المعلومات والتي تقول “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر والغرامة التى لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، فى الوصول بدون وجه حق إلى أرقام أو بيانات أو بطاقات البنوك والخدمات أو غيرها من أدوات الدفع الالكترونية.فإن قصد من ذلك استخدامها فى الحصول على أموال الغير أو ما تتيحه من خدمات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة، والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز مائتى ألف، أو إحدى هاتين العقوبتين، إذا توصل من ذلك إلى الاستيلاء لنفسه أو لغيره على تلك الخدمات أو مال الغير.
وفي 17 أكتوبر الماضي، أصدر المستشار محمد شوقي، النائب العام، قرارًا بالتحقيق في أنشطة المراهنات التي تتم عبر التطبيقات الإلكترونية دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة، مما يُعد انتهاكًا صريحًا للقانون.
كيفية العلاج
الخطوة الأهم للتغلب على الانزلاق في عالم المراهنات الرياضية هي الاعتراف بوجود مشكلة والاطلاع على عواقبها الوخيمة عواقب السلبية ، فقد حان الوقت للإقلاع عن عادة مدمرة تمكن العديد من الأشخاص الآخرين من تركها وإعادة بناء حياتهم والاستمتاع بالرياضة ومشاهدتها وتشجيعها .